رسالة عابرة إلى صديق …

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا في هذه المساحة الصغيرة أود أن اترك الحرية لنفسي في الحديث عن صديق ما, عن شخص غريب عني كانت تجمعني به قاعات بعض المحاضرات, وكانت علاقتي به لا تتجاوز جدران المباني الأكاديمية لجامعتنا الجميلة, وكان تواصلنا طفيفاً وعن طريق أحد الزملاء وجل تواصلنا كان فيما يتعلق بالواجبات الدراسية.

فقدر الله عز وجل ان تختارني الجامعة للذهاب إلى جامعة ليهاي في الولايات المتحدة, واختير هو ليذهب إلى جامعة تبعد عن ليهاي قرابة الثلاثة الاف كيلو متر. ثم قدر الله مرة أخرى أن يعتذر أحد المرشحين للذهاب معنا إلى ليهاي فتحولت وجهة صديقنا من كلورادو إلى بنسلفينيا

وفي 13/7/2011 كنا سوية على طائرة قطرية متجهة صوب بلاد الأحلام “كما يقال”, وهناك, هناك فقط في واشنطون ثم بعدها بيومين في بيت لحم “الأمريكية”, أيقنت أن الستة أشهر القادمة ستعتمد تماما على الله ثم رفاق الرحلة, فمهما كان الإنسان معتمداً على نفسه فلا غنى له عن رفقة الغربة, تهّون عليه ويهّون عليها وتسنده ويسندها, ويرى في لمعان أعينهم الوطن البعيد … حيث الأهل والأحباب والظلم والإقطاع … ” لا ليس هنا مكان السياسة, فصديقي لا يحبها ولكنها يجاملني دائما وبتحمل أحاديثي عنها” 🙂

 

من أتحدث عنه هنا هو أحمد الرحيلي, أحد اجمل وأطهر من صادفتهم في متاهات الحياة, ولعله أجمل هدايا بلاد الأحلام لي, الشخص الذي كان يشاركني كثيرا من قاعات الدراسة دون أن انتبه له أو ينتبه لي, أو في الواقع كنت اجده شخصاً مستفزا, وكنت انا كذلك بالنسبة له بسبب انشغالي الدائم بجوالي.

لم تمض الأيام الأول في بيت لحم حتى بدأنا ثلاثتنا نتعرف على طباع بعضنا البعض, فكان أحمد أوسطنا في كل شيء “إلا الكسل 😀 ” , كنا انا وابراهيم ” رفيقنا الثالث والعريس مؤخراً 🙂 ” على طرفي نقيض في كل شيء,, تدينا وفكريا وسياسياً ودراسياً وحتى في الطباع, فكنا دائما ماندخل في سجالات ونقاشات حادة لا تنتهي عادة إلا بتدخل أحمد, الطرف المحايد نوعا ما.

في كثير من الصفات والاهتمامات نختلف أنا وهو, ولكن في رأيي أن هذه الاختلافات مطلوبة, فما الفائدة أن يصادق المرء نفسه, ويحيط نفسه بمن يشبهونه, فلا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلا نفسه من أشخاص مختلفين! ومع هذا الاختلاف فكثيرا ما أجد راحتي في التحدث إلى أحمد (المستمع الجيد بالمناسبة), أو في التعامل معه حتى, فأحمد ليس بالشخص المتكلف أبدا. ولعل من ابرز مانختلف فيه هو أهتماماتنا: فإهتمامتي السياسية والتاريخية ليست محل اهتمام عنده, ونادرا مااهتم بالبرامج الترفيهية التي يهتم بها هو, وكذلك يختلف عني أحمد في كونه شخصا منظما وبطيء الغضب على عكسي تماما في الأمرين. ولعل أيام الغربة وماتلاها أتاحت لنا الفرصة لنؤثر في بعضنا البعض, فأنا أصبحت “ألين رأساً” وأكثر تنظيما, وهو أصبح متابعاً للسياسة أكثر مما سبق.

ولعل هذه التدوينة ياصديقي أحمد, رسالة أبعثها لك على الملأ لتخبرك عن ماأكنه لك من محبة في قلبي. ولعلها تخبرك بسعادتي بصداقتك ياصديقي الجميل.

حسام

22/11/2012

رتوش

تمر لحظات على الأنسان ..

لا يشعر معها بطعم او لون للحياة ..

فـ لا يكاد يميز مابين زرقة السماء ..

او أصفرار شمس الظهيرة ..

ومثل غيري ..

فقد باغتتني بعض هذه النوبات ..

ولكن لفترة اشبه بـ ليالي الشتاء الطويلة ..

فـ لم اعد اميز مابين ماهو مفرح .. وماهو محزن ..

وتفشى الروتيين او النمطية في واقعي اليومي ..

وامتلأت بهما اروقة تلك الحياة التي كانت تشع تفاؤلا .. وطموحا .. ورغبة ..

وذبلت كل معانٍ لـ الجمال في عيني ..

فـ اصبح الليل لا يختلف كثيرا عن النهار ..

فقط ابجورة صغيرة كانت تكفي لـ وزن معادلة الاضاءة ..

واما انقضاء الشتاء .. وقدوم الصيف .. فكان الامر سيان عندي ..

لم يكن يعني لي ذلك سوا تغير لون ماكنت ارتديه ..

والاصدقاء .. آآه اين هم ؟!

في كل مرة .. كانت الوجوه تختلف .. والمناسبات .. وأماكن اللقاء ..

لكن كان هدفهم الاسمى .. وربما انا معهم .. تمضية الوقت فقط ..

فـ قد خلت القلوب من اي معانٍ للمحبة والمودة .. او هكذا خيل لي ..

فـ اعتزلتهم ملياً ..

واستوطنت غرفتي .. وصادقت او أحببت جهازي ..

فكان ونيسي عندما غاب الرفيق ..

وعندما اختفى معنى الصداقة في اصدقائي .. او لنقل زملائي ..

حسام 20/7/2010